طالما وجد الإنسان وجد الخطأ والزلل، فالله سبحانه وتعالى حينما أبدع وخلق ثم نفخ من روحه في بعض ما خلق، وضع فيها من العلم بالفطرة ما يكفيها في تلك الحياة الدنيا، فلو عُزِلَ فرد أو سُلِبَ من أمه أو فصيلته حين مولده لعاش كما يعيش أسلافه وإن لم يرى أحداً منهم، أما الإنسان فقد خلقه الله سبحانه بيده الشريفة فنال بذلك التكريم، ثم غرس فيه من الفطرة القليل الكافي، ثم جعل مدة طفولته هي الأطول بين جميع المخلوقات؛ كي يتعلم فيها وفي سائر عمره ما لم يفطر عليه وليتكامل البشر بعلوم شتى بما يحقق مشيئة العليم في استخلافهم وسيادتهم على الأرض . وكان الخطأ هو المعلم الأكبر للإنسان في أمور الدنيا منذ آدم عليه السلام، وإن الخطأ في الغالب من الأمور هو ضريبة العجل، والعجل جزء من فطرة الإنسان، وهو مذموم في بعض الأمر ومحمود في الآخر، فقد كان العجل وسيظل هو وقود الإنسان لاستعمار الأرض وإخضاع غيره من الموجودات من ذوي الأرواح ومعدميها لسلطانه، وهو دافعه للإبداع والابتكار للتيسير والتوفير على نفسه، فلو أراد الإنسان أن يقضي على الخطأ ويصل إلى الكمال، فذاك يعني خروجه من مجال العلم إلى مجال الجهل والكبر، ومن بوتقة النور إلى مهالك الظلمات، واستشرف بنو آدم التخلف وربما الهلاك .
معتوق, محمد عصام محمد معتوق. (2024). (الحجية المطلقة لحكم الإلغاء المجرد). مجلة الدراسات القانونية, 66(3), 1468-1513. doi: 10.21608/maal.2025.317299.1269
MLA
محمد عصام محمد معتوق معتوق. "(الحجية المطلقة لحكم الإلغاء المجرد)", مجلة الدراسات القانونية, 66, 3, 2024, 1468-1513. doi: 10.21608/maal.2025.317299.1269
HARVARD
معتوق, محمد عصام محمد معتوق. (2024). '(الحجية المطلقة لحكم الإلغاء المجرد)', مجلة الدراسات القانونية, 66(3), pp. 1468-1513. doi: 10.21608/maal.2025.317299.1269
VANCOUVER
معتوق, محمد عصام محمد معتوق. (الحجية المطلقة لحكم الإلغاء المجرد). مجلة الدراسات القانونية, 2024; 66(3): 1468-1513. doi: 10.21608/maal.2025.317299.1269