القطاع الصحي السعودي ما بيـن مرحلة الانشاء والرقابة الداخلية والخارجية بالمملکة والنظام الدولي /

المؤلف

المستخلص

 



يقاس قدم الأنظمة الصحية بقدم المجتمعات التي نشأت فيها هذه الأنظمة، ففي کل المجتمعات نشأت أنظمة لرعاية المرضى والتعامل مع الألم والعلة. وقد عکست الأفکار حول مسببات الأمراض واعتلال الصحة الثقافة السائدة في مجتمع ما من ناحية بالإضافة إلى درجة تطور هذا المجتمع من ناحية أخرى. ومن ثم، فقد عکست الأنظمة الصحية - بطرق متعددة – السلوک السائد في المجتمعات تجاه الألم، والمرض، والوفاة، والصحة. إلا أن درجة التطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي في أي مجتمع قد لعبت دوراً هاماً في الطريقة التي يعمل من خلالها النظام الصحي بهذا المجتمع وأيضاً في توجه هذا النظام. وفي ذات الوقت، فقد کان للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أثراً، ليس فقط على تحديد کمية وجودة الرعاية الصحية المقدمة، وإنما أيضاً على توجه النظام الصحي وخصائصه.
والخدمات الصحية بالمملکة العربية السعودية ذات تاريخ ومسيرة طويلة ، بدأت قبل توحيد المملکة على يد المغفور له بإذن الله الملک عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1319هـ، لقد ارتکزت هذه الخدمات قبل توحيد المملکة على الموروثات من الطب الشعبي، ثم تطورت لاحقاً من وحدة صغيرة للخدمات الصحية في مکة المکرمة وتدرجت في التطور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، لقد وصلت إلى المستوى الرفيع الذي جعل الکثير من مستشفيات المملکة مستشفيات مرجعية للکثيرين من مواطني الدول الشقيقة المجاورة والدول الصديقة، صار التطور مطرداً ، وازدادت المستشفيات ، وانتشرت مراکز الرعاية الصحية الأولية بأحياء المدن والقرى والهجر والبادية، تقدم أفضل الخدمات العلاجية والوقائية والتطويرية والتأهيلية، کما انتشرت معاهد التدريب من کليات طب ومعاهد صحية تزود المستشفيات والمراکز الصحية بأرفع الکفاءات الوطنية العليا ، والکوادر الفنية الوسيطة القادرة على فهم واستعمالات التقنية الطبية الحديثة، لقد أصبح الاهتمام بالوقاية يسير على قدم وساق مع الاهتمام بالعلاج، فکانت العناية بالأطفال والأمهات والشباب والمسنين، فنشطت برامج التحصين الموسع والتغذية والثقافة الغذائية والتوعية الصحية بکافة مناطق المملکة، وأصبحت مراکز الرعاية الصحية الأولية ذات دور فعال في خدمة المواطن والمقيم بالقرب من سکنه ومکان عمله.
إن تطور وتاريخ الخدمات الصحية بالمملکة جدير بالاهتمام والدراسة فهو خير شاهد على ما بذله الملک عبدالعزيز والذين خلفوه من أبنائه من الملوک من آل سعود من جهد کبير ورعاية کريمة حتى وصلت الخدمات إلى ما هي عليه اليوم.

الكلمات الرئيسية